كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



والمراد بهذا النبات هو النرجس، ممن كان له عقل سليم عرف بمجرد تأمله وتفكره في ذلك عظمة القادر فآمن به وصدق رسوله وكتابه، وهؤلاء قليل {وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} لتوغلهم بالكفر وتماديهم في الضلال {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ} الغالب القوي القادر على الانتقام منهم {الرَّحِيمُ} بأوليائة يقيهم شر أعدائه وينصرهم عليهم ويهلكهم عند يأس أنبيائه من إيمانهم {وَ} اذكر لقومك يا سيد الرسل {إِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى} من الشجرة كما مر في الآية 12 من سورة طه فقال له {أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} أنفسهم بالكفر وبني إسرائيل بالعسف، ثم بين هؤلاء القوم بقوله اعني {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ} عقوبة اللّه فيؤمنوا به ويتركوا الإسرائيليين، وقد ذكرهم اللّه في هذه القصة علهم ينتبهوا من سباتهم فيخافوا العاقبة فيؤمنوا به {قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} {وَيَضِيقُ صَدْرِي} بتكذيبهم {وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي} بسبب العقدة العائقة عن الفصاحة في النطق، وتقدم في الآية 28 من طه أنها في قوة التكلم لا في الجارحة نفسها وقد بينا هناك ماهيتها وسببها {فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ} يعينني على التبليغ بمهابته وقوة نطقه {وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ} بقتل القبطي منهم {فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ} به قصاصا، وستأتي قصته مفصلة في الآية 14 من سورة القصص الآتية، {قالَ كَلَّا} لا يقتلونك ولا يضربونك أبدا فأنا حافظك منهم نذكر بأن كلمة كلّا هذه المفيدة للزجر والردع كررت في القرآن العظيم ثلاثا وثلاثين مرة منها ما يجوز الوقف عليها ومنها ما لا يجوز {فَاذْهَبا} اليه أنت وأخوك لأني آزرتك به حسب طلبك متلبسين ومتقوين {بِآياتِنا} التي هي النبوة والرسالة وبرهانهما اليد والعصا وهما أول ما أعطيهما موسى عليه السلام {إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ} ما تقولانه له وما يقوله لكم، وقد أجراهما في الخطاب مجرى الجماعة تعظيما لشأنهما وجريا على لغة العرب المنزل هذا القرآن عليهم وإليهم ثم قال لهما {أْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا} له {إنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ}.
16 إليك لم يئن الضمير هنا لأن معنى رسول هنا مرسل اللّه ورسالته، فإن كان بمعنى مرسل فلابد من التثنية، وإن كان بمعني الرسالة وهو كذلك هنا فيكون وصفا والوصف يستوى فيه الواحد والجماعة، وهو معروف عند العرب قال كثير:
لقد كذب الواشون ما فهت عندهم ** بشيء ولا أرسلتهم برسول

أي برسالة وقال العباس بن مرداس صاحب علم حضرة الرسول، دفين دمشق، وقد سميت المحلة باسم سنجقدار صاحب العلم باللغة التركية وأداة النسبة فيها فارسية، وضريحه أمام الجامع المسمى بجامع السنجقدار هناك وهو معروف تغمده اللّه برحمته ورضي عنه:
ألا من مبلغ عنى خفافا ** رسولا بيت أهلك منتهاها

أي رسالة بدليل تأنيث الضمير وهذا أظهر من الأول، وما قيل إن المراد بالرسول هنا موسى فقط، لأن هرون كان ردء له أي تبعا، يأباه سياق الآية بعد وسياقها قبل مما لا يخفى، أما من قال إنهما كالرسول الواحد لاتفاقهما واعتمادهما في الشريعة فله وجه، وما جرينا عليه أوجه، وقال لهما قولا له يا فرعون إن اللّه ربّنا وربّك أمرنا أن نبلغك {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ} فذهبا اليه وبلغاه فعرف فرعون موسى، لأنه نشأ في بيته، ولقد خاطبه ف {قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيدًا} الوليد من قرب عهده بالولادة وكان كذلك حين صار إلى فرعون كما مر في الآية 38 من سورة طه المارة {وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} تحت رعايتنا وبينّت في الآية 21 من سورة طه مقدار هذه السنين وما بعدها {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ} من قتلك أحد رجالنا وهي حادثة معروفة لم ننسها بعد {وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ} لنعمتي يا موسى وحق تربتى، وتأتينا الآن بلا خوف ولا جزع وتزعم أنك رسول اللّه إليّ {قالَ فَعَلْتُها إِذًا} أي ذلك الوقت وأقر بالقتل ثقة بقول اللّه له حين قال آنفا {فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ قالَ كَلَّا} ثم قيد فعل القتل بما يدفع كونه قادحا بالنبوة بقوله: {وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ} الجاهلين لأنه كان دون الثالثة عشرة من عمره، ففي هذا السن لا يؤاخذ على الجريمة وهو كذلك، أي ذلك وقع من زمن صباوتي قبل استكمال عقلي فضلا عن أني لم أتعمد قتله، لأني وكزته بيدي بقصد الارتداع من التعدي على الإسرائيلي، ولم أعلم أن تلك الوكزة تفضي لموته {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} ان تقتلون به مع أني لا أستوجب القتل، ولكن علمت أنكم لا تفرقون بين المستحق من غيره خاصة في بني إسرائيل، لأنكم لا تدينون بدين سماوي وإن شريعتكم بحسب هوى أنفسكم، لذلك هربت منكم، وإني حقيقة تربيت في بيتك ولك عليّ حق التربية وأعترف بنعمتك علي، ولهذا أوصاني ربي أن أستعمل معك اللين جزاء لحقك، ومن حق تربيتك لي وجوب إرشادي إليك مكافئة لك، راجع الآية 43 من سورة طه، ثم أعلم أن اللّه تعالى علم نيتي فغفر لي جريمة القتل لأني فعلتها عن غير قصد حال صغري، ثم تلطف بي وعطف علي {فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا} وأهلني له، وأوله بعضهم بالعلم أي أزال عني الجهل، وبعضهم بالنبوة، وظاهر القرآن يؤيد الأول وعليه المعول {وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ} إليك وإلى قومك وإلى بني إسرائيل {وَتِلْكَ} التربية {نِعْمَةٌ تَمُنُّها} تمن بها من باب الحذف والإيصال {عَلَيَّ} وجدير أن تجازى بها خيرا لو لم يكن ذلك بسبب {أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ} قومي وأذللتهم وذبحت أولادهم خوفا على ملكك، ولولا هذا لما جعلت بين يديك ولم أكن في مهد تربيتك لأني صرت إليك بسبب ذلك، وعبّد بمعنى ذلل واتخذ عبدا، ولهذا المعنى قال موسى {تَمُنُّها} على طريق الاستفهام الإنكاري، وجاز فيه حذف حرف الاستفهام على حد قول عمر بن عبد اللّه بن ربيعة:
لم أنس يوم الربيع وقفتها ** وطرفها من دموعها غرق

وقولها والركاب وافقة ** تتركني هكذا وتنطلق

أي أتتركني، فيكون المعنى، أتمني على تربيتي وتنسى جنايتك على بني إسرائيل الذين اتخذتهم عبيدا وعاملتهم بالقسوة ولم تقم لهم وزنا، وقد قتلت المئات منهم حرصا على ملكك ولم تراقب من أعطاكه، وقد منعك اللّه من قتلي لتكون نهايتك على يدي، وانك لو لم تسفك تلك الدماء وتتركني لما صرت إليك وصار لك هذا الفضل علي ولربّاني أبواي {قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ} سؤال عن الجنس أي أي شيء هو، ولما كان اللّه منزها عنه عدل موسى على جوابه إلى ذكر أفعاله تعالى وآثار قدرته المعجزة {قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ} بأنه خالق ذلك، فاعلموا أنه لا يمكن تعريفه إلا بما ذكرته، فيكفي خلق هذه الأشياء دليلا عليه إن كنتم تعرفون الشيء بالدليل، وإذا كان يرجى منكم الإيقان الذي يؤدي اليه النظر الصحيح، لنفعكم هذا الجواب، ولكن أين الإيقان من فرعون وجماعته، وقال أهل المعاني كما توقنون هذه الأشياء التي تعاينونها، فأيقنوا أن إله الخلق هو الذي خلقها وأوجدها، فتحيّر فرعون من جواب موسى والتفت إلى قومه {قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ} من ملئه وأشرافهم {أَلا تَسْتَمِعُونَ} جواب موسى، اسأله عن ماهية ربه فيجيبني عن آثاره، فلما سمع كلامه زاده بيانا {قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ} فإن لم تستدلوا عليه بآبائكم فاستدلوا عليه بأنفسكم، وإنما قال هذا موسى لأن فرعون ادعى الربوبية على أهل عصره فقط فاغتاظ فرعون إذ عرّض به موسى أمام قومه وجعله من جملة المربوبين، وهو يزعم أنه إله لهم فصار يندد بموسى أمامهم ليموه عليهم {قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} بظنه وجود إله غيري وإعطائه الجواب على خلاف السؤال، فالذي لا يفهم وجوه الإجابة على مقتضى السؤال كيف يدعي الرسالة لمن يزعم أنه إلهه، ثم زاده بيانا بالعظمة {قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} أجوبتي الدالة على أفعال ربي وصفاته، ولا جواب لسؤالكم إلا ما ذكرته، فإذا عقلتم تلك الأجوبة عرفتم الحقيقة.
ولما رأى فرعون شدة عزم موسى وقوة حزمه وأنه لا يجارى بالمناظرة وأن أجوبته مبنية على حكم بالغة عدّده بقوله: {قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهًَا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ} والسجن عند فرعون أشد عذابا من القتل، لأنه يأمر بإلقاء السجين في هوة تحت الأرض لا يبصر فيها ولا يسمع، وإنما أقسم وتوعد لانه خاف أن يستميل قومه بما ذكر من البراهين على إلهه وبالحجج القاطعة على أسئلة فرعون الدافعة لحجته، وليظهر لقومه أنه قادر على إفحام هذا الرسول وقتله، وليبين لهم أن لا إله غيره، كما يذكره لهم، ولما سمع كلامه موسى ورأى ان بلغ فيه الغضب مبلغه خاطبه {قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ} ظاهر يدل على رسالني وإثبات ما قلته لك أتسجنني ايضا؟
وهذا سكون إلى الإنصاف وإجابة للحق، ومن أكمل أخلاق البشر الحسنة وأحاسن الآداب الكريمة، فركن فرعون لقوله حتى زال ما به.
{قالَ} ما هو هذا الشيء الذي تأتيني به {فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} في قولك وإلّا سجنّاك، وإنما قال له هذا خشية من انتقاد قومه له الذين تطاولت أعناقهم إلى ما سيجيء به موسى {فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ} ظاهر لا ريب فيه، روي انها ارتفعت قدر ميل في السماء ثم انحطت مقبلة إلى فرعون، فالتجأ لموسى وقال له بحق الذي أرسلك إلا أخذتها، فأخذها فعادت عصا كما كانت، ولما ركد ما بفرعون وقومه من الفزع، قال يا موسى هل لديك آية غير هذه؟ قال نعم {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ} قيل صار لها شعاع يغشى البصر فعند ذلك {قالَ} فرعون {لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ} فائق به لأنه أرانا عصاه حية، ثم أرانا سمرة يده بياضا ناصعا، وإنه بهذه الشعوذة يا قومي {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ} التي ملكتموها بدمائكم {بِسِحْرِهِ} هذا الذي رأيتم مدعيا أنه رسول لآله السموات والأرض وما فيهما، وأنا لا أعلم أن لذلك إلها غيري وأنتم تعلمون أني إلهكم {فَما ذا تَأْمُرُونَ} أن أعمل به وهو من عرفتم حين كان تحت تربيتي ولما شب قتل رجلا منكم وهرب خوفا من أن أقتصّ به منه، قال لهم هذا على طريق التنفير منه لما بهره من سلطان المعجزة الذي أنساه دعوى الربوبية، فحط نفسه لاستمالة قومه بقتله، ولكنهم ظهروا بمظهر أرقى ومزية أعلى مما دعته اليه نفسه الخبيثة، فأجابوه بما حكا اللّه عنهم {قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ} أخرهما لا تعجل بقتلهما ولا تعاقبهما حتى يظهر كذبهما إلى الخاص والعام من النهي، لئلا يسيء عبيدك فيك ظنّهم، فيقولوا يقتل على غير بينة، قال كيف، قالوا اختبرهما وامتحنهما فإذا ظهر كذبهما تصير معذورا بقتلهما، فلا يقولون انك قتلتهما بغير ذنب، وهذا رأي سديد ونصح صحيح، ولهذا قال سعيد بن جبير للحجاج لما استشار جماعته بقتله وصوبوا رأيه، قال له: وزراء أخيك فرعون احسن من وزرائك، لأنهم أشاروا عليه بما يمنع الناس من ذمه.
هذا، ولما قيل إلى سيدنا محمد صلى اللّه عليه وسلم أقتل عبد اللّه بن أبي بن سلول قال لا، لئلا يقال إن محمدا يقتل أصحابه، بما يدل على ان وزراء فرعون كانوا على نهاية من التدبير والسياسة للرعية والصدق لملكهم والخوف عليه من سوء السمعة، فيا ليت وزراء الإسلام يغارون دائما على البلاد والعباد ويصونون كلهم ملكهم مما يشوبه، ثم قالوا له {وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ}. شرطة يجمعون العارفين بالسحر وأمرهم {يَأْتُوكَ بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ} منهم ما هو بالسحر، ثم تأمرهم أن يتباروا مع موسى وأخيه، وإذ ذاك يظهر لقومك كذبهما فتقتلهما بلا لوم عليك ولا تهتم بأمر آخر، فاستصوب رأيهم ولم يرده مجازاة لهم، لأنه يعلم ان لا فائدة منه لما يعلم من حقيقة موسى، فبعث الحاشرين {فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} هو يوم عيدهم، وتقدمت القصة مفصلة في الآية 56 من سورة طه المارة فراجعها {وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ} لننظر ما يفعل الفريقان ولمن تكون الغلبة فنادى مناديه في الناس ان اجتمعوا فاجتمعوا وقال لهم على طريق السخرية {لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ} يعني موسى وأخاه {إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ} ومن فسر السحرة بالسحرة الذين أحضرهم، قال لم يرد انه يتبع السحرة وإنما يقصد الإعراض عن موسى وأخيه، والأول أولى.
{فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ} لموسى وأخيه {قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} لدي جاها ومالا وأول الناس دخولا علي {قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ} وذلك بعد أن خبروه كما تقدم في سورة طه {فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ} لموسى وأخيه وأروا الناس ما هالهم وفرح فرعون وملؤه وقومه {فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ} ممّا يخيلونه للناس من قلب عصيهم حيات وأخشابهم حبالا، وحبالهم أفاعي، أي ابتلعت جميع إفكهم وعادت كما هي عصيا وحبالا وأخشابا، وعصا موسى عصا أيضا كما كانت قبل الإلقاء.